الخميس، 23 يناير 2014

عن صديقتي التي ماتتْ.




صَديقتي ماتتْ.
لمْ أبكِ.
اكتفيتُ باحترام حُزنِ الجَميع على موتِها ،
وَ لمْ أحتَرم حُزني.
أنا غاضِبةٌ جداً منِّي.


كان بيني و بينَ صَديقتي ـ التي ماتتْ ـ سبعُ سنواتٍ طوالٍ عجاف ، حتى جاء الموت وِ أحدَث بيننا هُوّة عميقةً لا تُعبَر ، حُفرةً عملاقةً لا تُردَم. مَضى على موتِها ساعتان ، يومان ، أسبوعان ، و لم يَعد بإمكاني أن أدفن دموعي أكثر ، أنا أفيضُ مِنَ الدَّمع. عندما يسألون: "من الذي مات ؟" ، أنا أجيبُ: "صَديقتي." ، وَ أسخر منّي ، أتعامَلُ مع موتِها و كأنه مزحة ثقيلةُ من نوعٍ ما ، أنا لا أصدِّقني ، أنا ـ باحترافٍ شديدٍ ـ أكذِّبني ، وَ أضحك و أخرج و أستمتع و كأن هذه الفاجِعة التي ألمَّت بِروحي لا تعنيني ، أنا بطريقةٍ محترفةٍ أنسلخُ من قَلبي كأنه ليسَ جزءاً منّي.


"بشرى هلال" ياله من اسمٍ شاعريٍ جداً لشابةٍ كانت على وشكِ الزواجِ فماتتْ ، ما هذه البشرى الحزينة التي جاء بها هذا الهلال ؟ يالهُ من قاسٍ ، ياله من قاس.



"اللهم ارحم موتانا و موتى المسلمين. آمين."