الاثنين، 13 يوليو 2015

أنت كنت.

كان عليك أن تحاول أكثر. كان عليك أن تحاول بعمق الجرح الذي تركته في قلبي ، بحجم الحزن الذي استحللته روحي ، بحرِّ الدمع. كان عليك أن تجلس معي ، بجانبي ، قريباً جداً إليَّ ، و كان عليك أن تتحدث معي. أنت أكثر من يعرف قلبي ، و أكثر من يعرف بأني ما كنت لأطالبك باعتذار ، ما كنت لأسألك التوضيح ، ما كنت لأنتظر منك التبرير ، كان يكفيني أن أرى الندم في عينيك ، كنت لأفهم اعتذارك المبطن و كنت لأقبله و لكنك لم. منحتك مئات الفرص الأخيرة ، خذلتني فيها كلها .. كلها. كان علي أن أحزن وحيدة ، و أبكي وحيدة ، و أيأس منك وحيدة ، و بعد كل ذلك أبقى وحيدة. مرَّ وقت طويل .. طويل جداً قبل أن أدرك بأني لم أخطئ يوماً معك ، و أنِّي ندمتُ كثيراً على أشياء لم أفعلها ، و أنِّي اعتذرت منك كثيراً على أخطاء لم أرتكبها. فاتني الكثير .. الكثير جداً و أنا أبكي كثيراً و أحاول أن أتجاوز كل جروحك ، و أنتظر عودتك. استغرقني الأمر الأبد لأستطيع اتخاذ القرار و أتجاوزك ، كنت أنهار أمام عينيك و كنت تغض الطرف عنِّي. أنا اليوم أقول لك بقوة القلب الذي ينبض بين أضلعي: أنت لا تملكني. لا يمكنك أن تغيب دهراً ثم أن تعود متى ما شئت و تتوقع بأن أكون كما تركتني تماماً ، في لهفة انتظارك. الحياة لا تقف عليك ، أنت محطة كانت و لم تعد ، أنت كنت .. و ما عدت. الشمس تشرق و تغيب ، الأيام تمضي ، العمر يجري ، و كان عليك أن تعلم بأن الندم لن يجدي و لن يكفي. في قلبي أشياء و أشياء لم تزل ، لا تسلني و تتوقع أن أجيب بغير هذا. أسامحك على كل شيء و لكني لن أستطيع يوماً أن أتجاوز اللحظة التي كسرتني فيها. كان عليك - عندما جئت إلي - أن تُحاول أكثر ، أو أن تحاول على الأقل. أنت أشحت بوجهك ، و هربت بعينيك عني ، و أنا أسدلتُ عليك الستار ؛ انتهت المسرحية.