الأحد، 24 يناير 2010

بين طيَّات النوم





أنا مستلقية الآن على سريري الواسع المليء بالدمى و الحيوانات المحشوة ، أتثاءب بتعب و أريد أن أنـــام ! أفتح جدائلي الخمسة بكسل و بعينان نصف مغلقتان .. أنا سعيدة جداً لأني قضيتُ يومي مع أختي الكبيرة نلهو و نلعب و نرقص و نجن معاً ، و لفترة قصيرة من الوقت تحقق حلمي الذي لطالما أردته ، و حصلت على الأخت الكبيرة التي لطالما تمنيتها بالمواصفات نفسها ، تماماً كما طلبتُ من الله الذي فاجأني و لم يخذلني .. " الحمدلله " أقولها بسعادة و رضا = )
إن الوقت يشفي كل الجروح إلا تلكَ التي ندفنها في قلوبنا دون أن نسمح لها برؤية النور حتى ! إن الجروح هذه لا تموت مع الوقت و لكنها تكبر شيئاً فشيئاً و تبدأ في نخر القلوب حتى تحيله ممزقاً إلى أن تفتك بقلب صاحبها و في هذه الحالة هو : " قلبي أنا ! "
لا أدري ما الذي تريدني أن أفعل بالضبط !؟ أن ألقي بنفسي على أطراف ثوبها أستجدي عفوها ، نعم أنا أخطأت .. ! و أخطأت مرتين و ثاني المرتين يوم أن دفنتُ الجرح في قلبي و لما أبح به إلى الآن و لا أحسب بأني سأفعل ، كلنا نقول أشياء لا نعنيها يوم أن نكون غاضبين و أنا كنتُ غاضبة حينها و كنتُ أحاول دفن غضبي بلا فائدة ! و لكنها هي يوم أن طعنت قلبي بسكين المتعالي لم تكتفِ بطعنة واحدة و لم تكن غاضبة لأعذرها بتلكَ الحجة ..
أنا اعترفتُ بتجاوزي و سكتّ عما فعلت هي .. و الجزاء أنهم لا يرون إلا ما فعلتُ أنا .. !

هه ! و من ذا الذي يبالي بصراحة .. !؟ فليبحثوا عن سواي ، فأنا بالتأكيد لستُ مبالية على الإطلاق !!

الخميس، 21 يناير 2010

I Believe I can FLY







لستُ أبداً من أولئك الذين يلقون باللوم على سواهم .. بالأخص على من يحبّــون ! ألتزم الصمت و أبتلع كل الغصات و أخنق كل الحشرجات و أكره أن يسألني أحدهم في تلك اللحظة عمّا بي ، أو أن يطلب منّي أن أتحدث عمّا في خاطري لأني حينها قد أفجّر براكيناً من غضب تثور في داخلي و دموعاً من القهر تغلي في عيوني . أحب أن أفكر بالحريّة ، أحب أن أؤمن بأنّي أستطيع الطيرانْ ، هكذا يمكنني الهرَب من كل شيء في لحظَة ! و في مثل هذه المواقف أنا لا أجيدُ إلا الهَرَبْ .. نَعَم ، للمرة الثانية أعترفُ بأني جبانة ، أنا في أعماقي قد أكون هشةً جداً ، أكثر مما يتصوّر الكثيرون ، إن السمــاء الزرقاء الجميلة ، هي جنتي في الدنيا ، أحب أن أجلس وحدي و أتأملها ، أحسد الطيور كثيراً كثيراً على قدرتهم على الطيران و لا أستطيع أن أحصي عدد المرات التي أدعو الله فيها أن يحوّلني إلى طيرٍ حرْ .. لأن هذا أقصى أحلامي !
" أريد أن أطيــــر ..! " .. عبارة أجزم بأن كل من يعرفني سئم سماعها المتكرر ، أنا أريد أن أطير .. أريد أن أطير .. و أيضاً أريد أن أطير ، إن الشيء الذي أسعى وراءه ليس تحرراً و لا هروباً و لا نجاةً و لا معاشاً ، إني أسعى وراء حياة ..!


على الهامـش : قد أتجاهلُ شخصاً ما فترة ، هذا لأني أحبه و لا أريد أن أكرهه !! أنا رغم أنيّ سريعةٌ الإنْكِسار .. إلا أنّي متسامحة جداً ، لأنّي لا أعلمُ هل سأعيشُ طويلاً كي أؤجل الصفح الجَميل !؟

الأربعاء، 20 يناير 2010

أنا أيضاً .. لستُ طفلة


أحبُ أحاديثكِ القصيرة التي دوماً ما ترسمين بها أجواء مكاني ، حينما أعود بعد غيابٍ طويل ـ كعادتي ـ تثير فيّ سعادةً و حنيناً حزيناً للماضي ، أنا أصدّق بالمقولة التي تقول بأن الماضي جميلٌ لأنه ذهب و لو عاد لكرهناه ، و لكن الذي ذهَبَ منّي ليسَ ماضِياً ، إنّ الذّي ذَهَبَ منّي عُمرٌ بأكمَلِه !
إنّ الطفولة أسْلوبُ حياةٍ ، أنا لمْ أختَر أن أكونَ طفلة و لمْ أختَر أن أتصَرّف بطفوليّة ، و لكني سعيدةٌ جِداً بِذلك ! إلا أنه عَلَى ما يَبدو لمْ يكُن هُناكَ من أحِدٍ سواي سعيد بالقَدرِ نفسه ! ، أمنية : " ليتَنا لم نملِكْ ضمائِر .. ! "  ، إن ضَميري هوَ الشيء الوَحيد الذي أجبَرَني أن أكبرْ ! لمْ أشأ أن أكبَر أبداً .. و لأجلِ هذا القرار الذي لم أتّخذه لنَفسي على الإطلاقْ ، أنا أذبُل كلّ يومْ !!


غادَرتُ مكانِي الصغير إلى مَكانٍ أوسع وَ أكبَر ، مَكانْ يتّسع لكل الأفكار الجُنونية و المتهوّرة التي تدورُ في رأسي ، إن " الطفولية " تمنحنا حريّة لنفعل ما نشاء دونَ أن نخافَ منْ عواقبِ ما نفعل ، و هذا ما أصبحتُ أفتقده ، و كلّ الأفكار الجنونية التي اتسّع لها مَكاني ، لم يعد يتّسع لها رأسي الذي أصبحَ أكبر حجماً و زادَ الفراغُ فيه أكثر و أكثر ! كلّ المغامرات التي نويتُ أن أخوضها ، تنازلتُ عنها .. جبنتُ .. نَعَم .. وَ جِداً !!
يا هواء : لا زلتُ أبحث عنّي بين طيّاتكَ !

الجمعة، 1 يناير 2010

جدارٌ آخرْ




للمرة الأولى في حياتي أتمنى لو يموتْ !
لا .. لم أدعُ عليهِ بالموت و لن أفعل أبداً .. كانت مجرد أمنية أسررتها في نفسي
إن الآلام تتلاعب بي و لا ترحمْ ..
و أنا أصبحتُ مجرد جدارٍ آخر من جدران بيتنا الكثيرة !

أنا جِدار !
مثلما ترغب هي ..
و أنا لم أقرر البقاء بعيدة ، و لكن تم إقصائي و أنا لا أهتمْ !
أنا حقاً لا أهتم ..
لأني على أية حال لن أبقى هنا طويلاً .!

أنا أفنانْ ..



أنا أفنان وَ أنا "حلمُ ضائع" مرميٌ على قارعة الطريق .. 
لم يعد هذا الحلم الضائع يعرف من هو ، لذا فهو لا يدري
أي الطرق يسلك .. و بما أن كل الطرق تؤدي إلى روما ،
فقد أخذ يسلك الطرق كلها بلا هوادة آملاً أن يجد ما
يبحث عنه .. و هو لكثرة ما تاه و ضاع لم يعد يذكر عمّ
كان يبحث !


أنا أفنان ، و أنا أحب القطط كثيراً ، راودني كثيراً حلم 
اقتناء قطة صغيرة أسميها مثلما أريد و ألعب معها 
بقدر ما أشتهي ، و أغدقها حباً و حناناً بقدر ما أحب ،
و هو حلمُ لم يمت بعد على الرغم من الرفض القاطع
الذي واجهته به أمي !


أنا أفنان ، و أنا أشارك الجَميع كل فرحٍ يغمرني .. لكني
لا أشارك أحداً حزني إلا نادراً أو قليلاً ، و هكذا في الليالي
السوداء الطويلة المظلمة الموحشة .. لا أشعر بالوحدة ،
فأنا دائماً معي قلم ، حتى لو كان قلمي لا يكتب !

أنا أفنان ، و أنا لا أحب أن يراني الناس و أنا أبكي ،
لكني حينما أكون أنا و روحي فقط فإني حينها حقاً لا
أبالي ..
و لكني على أية حال قد قررت اعتزال البكاء بلا ندم ،
أعترف أن بعض الدموع تبلل خدي في كل قرنٍ مرة ،
إلا أنها لا تخرج من عيني طوعاً أبداً .. أنا إن قررتُ
يوماً العودة إلى عهدي بالبكاء فإني سأبدأ في الصراخ
كطفلة ، فالأطفال كلهم يبكون بشدة و لكنهم ـ لهذا
السبب ـ لا يطيلون البكاء و لا تمضي لحظات إلا و قد
نسوا أحزانهم كما لو أن الدهر دفنها و لن تعود !


أنا أفنان و أنا فتاة ، و أنا إلى أبعد الحدود حساسة وَ
حالمة ، أنا لا أحب الرضوخ للواقع و أنا أحب أن أبتسم
و أحب أن يبتسم الناس كذلك ، أنا أحب أن أكون متفائلة
و أكره جداً أن أكون بلا أمل ، فإني سأشعر حينها كما
لو كنتُ شجرة بلا جذع أو وردة بلا أوراق !


أنا أفنان ، و أنا في ما مضى كنتُ أعشق الكتب عشقاً
لا ينتهي و لا يتوقف ! لم يكن ليمضي يومي دون أن
أنهي كتاباً و أبدأ في قراءة آخر ، و لكني مؤخراً لم أعد
أستسيغ الكتب و لم يعد يرضي ذوقي أي كتاب !

أنا أفنان ، و أنا أحب أن أعبر عن مشاعري حينما أحب
أحداً ، أخبر أمي بأني أحبها طوال اليوم و أهديها الهدايا
طوال الوقت و أدعوها للخروج بين الحين و الحين ، لكي
أذكّرها بأني أحبها و أذكّرني بأنها تحتل النقطة الأعمق
في قلبي الصغّير ..


أنا أفنان ، و اللون الأزرق هو لوني المفضل ، أياً كان
ما يشعرني به هذا اللون من مشاعر .. و أياً كان ما
يقوله هذا اللون عني .. 
أنا أحبه كثيراً كثيراً .. !


أنا أفنان ، و أنا أعشق الورود و أحبها بشكلٍ لا أعرف
كيف أصفه ، أكثر ما أحب وردة الياسمين البيضاء الصغيرة
رائحتها تأخذني إلى عوالم أخرى من الأحلام ..




.. أنا في الأحوال و الأشكال كلها ، أفنان .. هكذا فقط !