الأحد، 30 مايو 2010

رأسي يؤلمني .. يؤلمني جداً




أسيرُ على غير هدى ، و أشعر بالخواء و البرد على الرغم من أشعة الشمس الحارقة التي تُلقي بنيرانها على رأسي و تُحيطني بحرارتها من كل الجوانب ، في عينيّ بريقٌ غامضٌ لا يفهمونه و لا أفهمه أنا كذلك ، رأسي يؤلمني .. يؤلمني جداً ..
لأول مرةٍ منذُ وقتٍ طويل أشعرُ بأن عقلي ثرثارٌ جداً بشكلٍ يفوق الحد الطبيعي من ثرثرة الأفكار بكثير ، تدور التخيلات في رأسي لا توقفها إلا التخيلات وَ تدور الكلمات في رأسي لا يعقبها إلا الكلماتْ ، و لأول مرةٍ أشعر فعلياً بأني : حجرْ / جَمادْ / لا شيءْ .. أياً كان المسمّى ! فقلبي خالٍ من المشاعر على نحوٍ مُريبْ ، أظن بأني بكيتُ و ضحكتُ و صرختُ .. كلها في آنْ لكنْ دون صوتٍ أسمعه أنا أو يسمعه غَيْري دون حركةٍ تظهر على تقاسيم وجهي أراها أنا أو يَراها غَيْري ؛ أشعرُ بأن لساني ثقيل و كأنه مُصابٌ بالشّلل على نحو لا يسمح لي بالكلام .. أحاول أن أدفعه ليعبّر عمّا في خَلجاتي لكنه يأبى و أعجز عن إجباره ، أنا أحاول الإجابة عن جَميع أسئلتها و لكن لساني لا يَستجيبْ .. ربّما تخلى عنّي ؟ فهو يأبى النطق بما يدور في خلدي و هو لا يترجم كلماتي و لا يعبر عن أي من الأفكار التي تدور في رأسي .
معصمي الأيمن لا يؤلمني البتة على غير المعتاد ، أظل أسير على غير هدى .. لا أعلم إلى أين أنا ذاهبة و لا أذكر من أين جئت ، أحدّق باستقامة و استمرار في اللاشيء و كأنني قطعة جامدة ، أظن بأن شكلي مثيرٌ للإنتباه فالجميع ينظرون إلي باستغراب ، و أظن بأن كلامي ينمّ عن البلاهة نظراتهم تخبرني بذلك ..  يراودني إحساسٌ بأني عدتُ عُمراً إلى الوراء و لكني رغم ذلك أشعر بأني طبيعية جداً ، لا تراودني الرغبة في أن أنام إلى الأبدْ .. و لكن تراودني رغبة ملحة في أن أتحدث عن غرفتي القديمة .

الأربعاء، 26 مايو 2010

.. يا ربْ !







لا أشعُر بأنّي كَسيرة ، و لكني أشعر بأن حقّي ضاعَ ، وَ الحقّوقُ لا تضيع فجأة كما لا تضيعُ الأشياء كلها فجأة ، و لكن تَضيع لأن أصحابها أهْمَلوها ، و أنا مهملة ! أهملتُ حقّي و نفسي و أنا أخطأت جداً ، و الخطأ لا يعني دائماً الإساءة إلى الغير و لكنه في أحايينَ كَثيرة يعني : الإساءة إلى أنفُسِنا ، و لكننا للأسف لا نُدركُ ذلك غالباً إلا متأخرينْ ؛ " الحق عليكي " قالتها لي مَلَكْ وَ هي صادقةٌ جداً ، و أنا ـ رغم أن لا أحد يحبُّ الإعتراف بأخطائه ـ أعترف بخطئي هذا جداً و آسفة عليه تجاه نفسي ، و لأني لازلتُ مستمرة في خطئي هذا فإني أحتاج إلى أن أتلقى صفحة شنيعة توقظني و تذّكرني بحق نفسي عليْ .

لمْ أكنْ أشعُر بأنّي كسيرة منذ فترة و لكني اليوم ربّما شعرتُ كذلك ، عندما لا يصّدقنا أولئك الأقربُ إلينا من سوانا / أرواحنا ، فمن ذا الذي سيصدقنا !؟ ، لا أكره الناس و لا أريدهم أن يمرّوا بمثل ما مررت به و لكني أريدهم أن يكونوا في مكاني يوماً  واحداً ليفهموا ما أشعر به ؛ أريد الذّهاب إلى المَلاهي لأركب ( قطار الموتْ ) حتّى أصرخ بقدر ما أشاء دون أن يُحاسبني أو يسألني أحد عن ذلك ، أو ربما أموتُ سهواً فتُكتب ليَ الراحة .. أنا أقول ربّما .

فقطْ " يارَبْ " ، لأن جَميع من في هذه الدنيا .. بَشَرْ !

السبت، 1 مايو 2010

هَذَياناتْ




حتى اكتشفتُ بأني لمْ أكنْ يَوماً انهزامية ، و لكني متسامحةٌ حد " الغَباء السّذاجة " ! ، و أن عواطفي شفافةٌ كالزجاج و ربما أكثر و أي خدشٍ سيودي بحياتها ، و أن عيني تحفظ أحبتها حتى يفلتوا رمشها فيصبحوا في أسفل سافلين ؛ انتظاري يطول عند مرافئ غربةٍ لا تحتويني .. يطولُ يطولُ يطولُ و مراكب الأمان لا تأتيني و يتغشاني موجُ الخوف فأصارع الكوابيس ليلاً و إني لا أنامْ .. لا أنامْ ..لا أنامْ !
أتجرّع الصّمت بين رشفات قهوتي الصّباحية كل يوم ، و الصمتُ جافٌ جداً : يحيلني إلى شيءٍ صلبٍ و يجعلني قريبة من الموتِ بشكلٍ مدهش حتى أني لم أعد أعرف الفرق ! ، "ما كانَ يجب أن أصدق بأن العذاب يجعلني أقوى فوحدهُ النسيانُ يفعل ذلك"*.
الكلمة الطيبةُ صدقة .. يحتاجها حتى أغنى الأغنياءْ ، أمّي تُجبرني كل مساءٍ على شربِ الحليب الذي أكرهه بشدة ليس خوفاً منها و لا احتراماً لها بقدر ما هو استحياءٌ من ردّها لأن رداء اللّطف الذي ترتديه و هي تحدّثني .. لا يُضاهى ! ، ( الدّين المعاملة ) على مقاييس هذه العبارة يُصبح أغلبنا بلا دينْ ، أؤمن بأن التحلّي بالأخلاق أصعبُ جداً من العبادة ـ وَ إن كانَ الأول جُزءاً لا يتجزأ منَ الثاني ـ فالأخلاق بيننا و بين الله و الناس بينما العبادة بيننا و بين الله فقط وَ الله غَفورٌ رحيم و لكنَ الناسَ ليسوا كذلكْ !

*أحلام مستغانمي .