السبت، 1 مايو 2010

هَذَياناتْ




حتى اكتشفتُ بأني لمْ أكنْ يَوماً انهزامية ، و لكني متسامحةٌ حد " الغَباء السّذاجة " ! ، و أن عواطفي شفافةٌ كالزجاج و ربما أكثر و أي خدشٍ سيودي بحياتها ، و أن عيني تحفظ أحبتها حتى يفلتوا رمشها فيصبحوا في أسفل سافلين ؛ انتظاري يطول عند مرافئ غربةٍ لا تحتويني .. يطولُ يطولُ يطولُ و مراكب الأمان لا تأتيني و يتغشاني موجُ الخوف فأصارع الكوابيس ليلاً و إني لا أنامْ .. لا أنامْ ..لا أنامْ !
أتجرّع الصّمت بين رشفات قهوتي الصّباحية كل يوم ، و الصمتُ جافٌ جداً : يحيلني إلى شيءٍ صلبٍ و يجعلني قريبة من الموتِ بشكلٍ مدهش حتى أني لم أعد أعرف الفرق ! ، "ما كانَ يجب أن أصدق بأن العذاب يجعلني أقوى فوحدهُ النسيانُ يفعل ذلك"*.
الكلمة الطيبةُ صدقة .. يحتاجها حتى أغنى الأغنياءْ ، أمّي تُجبرني كل مساءٍ على شربِ الحليب الذي أكرهه بشدة ليس خوفاً منها و لا احتراماً لها بقدر ما هو استحياءٌ من ردّها لأن رداء اللّطف الذي ترتديه و هي تحدّثني .. لا يُضاهى ! ، ( الدّين المعاملة ) على مقاييس هذه العبارة يُصبح أغلبنا بلا دينْ ، أؤمن بأن التحلّي بالأخلاق أصعبُ جداً من العبادة ـ وَ إن كانَ الأول جُزءاً لا يتجزأ منَ الثاني ـ فالأخلاق بيننا و بين الله و الناس بينما العبادة بيننا و بين الله فقط وَ الله غَفورٌ رحيم و لكنَ الناسَ ليسوا كذلكْ !

*أحلام مستغانمي .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

حدائقي تذبل دون هطولكم ، أمطروني بغيثكم لكي أحيا ..