الأربعاء، 9 ديسمبر 2015

سلامٌ دافئٌ عليكم

لكل أولئك الذين تكسرهم الكلمة و ترمّمهم النظرة ، الذين يخنقهم الصمت و هم في طريقهم الطويل إلى العمل صباحاً ، الذين يجتثون ابتساماتهم من صدورهم المتخمة بالكلام لأجل العابرين الغرباء ، الذين يكتمون أفكارهم بأشغال لا طائل منها و لا داعي لها ، الذين يجلسون في المقاهي و يدفنون أوجههم في الكتب و شاشات الهواتف كي يواروا عن العالم وحدتهم ، الذين يستمعون إلى فضفضات الأصدقاء بقلوب مفتوحة و يغصّون بأول كلمةٍ يهمّون بنبسها. لكل أولئك الذين تلمس الصدق في حشرجة أصواتهم ، و تلمح الحب في لمعة أعينهم ، و تدرك الحزن في ضحكاتهم. لكل أولئك الذين اذا توتّروا يتأتئون ، و اذا خافوا يضحكون ، و اذا بكوا يبتسمون ، و اذا حزنوا يذبلون. لكل أولئك الذين يتذكرون أعياد الميلاد ، و حفلات الزفاف ، و عشاءات التخرج ، و مجالس العزاء ، و ذكرى الرحيل ، و مواعيد التكريم. لكل أولئك الذين ينزوون في الزيارات العائلية و يجلسون وحيدين في المناسبات الاجتماعية ، الذين يديرون أعينهم على الموجودين ، و يتلفتون إلى الضحكات ، و يحاولون المشاركة في الحوارات ، و يعجزون عن بدء الحديث. لكل أولئك الذين لا يتذكرهم أحد ، و لا يفكر بهم أحد ، و لا يفتقدهم أحد ، و لا يبادر بالسؤال عنهم أحد ، و لا يعنون أي شيء لأي أحد. لكل أولئك المنسيين في هذا العالم ، سلامٌ دافئٌ عليكم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

حدائقي تذبل دون هطولكم ، أمطروني بغيثكم لكي أحيا ..