الاثنين، 22 فبراير 2010

وَ تحققَّ حُلمي

لمْ أكن أعلم بأني لا أؤمن بأن الأحلام يمكن أن تحالَ حقيقةً إلى أن جاءت ليلة الأمس ! ، ليلة الأمس فقط علمت بأني لم أذق الفرح حقاً و لم أعرف السعادة الحقة يوماً . كيف أعبّر عن هذا و كيف أصفه .. أنا حقاً لا أعلم ! و لكني أعلم بأني كنتُ كاذبة جداً في كل المرات التي صرّحتُ فيها بأني عاجزة ، لأن العجز ليلة الأمس بلغ بي مبلغاً لا يوصف ، عجزت عن الكلام .. الضحك .. البكاء .. الصراخ ، عجزتُ عنْ كل شيء ! أردتُ التعبير عن مشاعري و لم أدرِ كيف !؟ شعرتُ بالذهول .. المفاجأة .. الدهشة ، سمّها ما شئتُ .. فأنا لم أكن أرى ذلك قادماً على الإطلاق ، على قدر ما كنتُ أراود ذلك الحلم ليلاً وَ نهاراً إلا أني في كل مرةٍ أزوره فيها عمدتُ أن أضع بيني و بينه حاجزاً لكي أُساعدني على تقبل حقيقة أنه " لنْ يتحقق " ، لم أكن أعلم على الإطلاق بأني كنتُ بحاجة إلى التقرب إليه أكثر و أكثر و الإيمان به أكثر و أكثر و انتظاره بشغفٍ أكثر ، لأني ـ في الحقيقة ـ لازلتُ أعجز عن تقبّل حقيقة أن حلمي قد تحقق !
كنتُ دائماً ما أردد بأن الأحلام لا يجب أن تتحقق ، لا يجب أن تندمج مع العالم الواقعي ، فهي في عالم الأحلام أجمل أعذب أرقى و أحلى ، و لكني اكتشفتُ بأني كنتُ جداً جداً جداً مخطئة !
إني صادقةٌ جداً حين أقول بأن الذهّول وَ السّعادة غيّباني عن الواقع ، و لربما أنا لازلتُ غائبة عنه وَ قد أكون لا أريد أن أعود كذلك ، فأنا أخشى أن تقتلني حقيقة أن حلمي لم يتحقق و أن الأمر برمته ليس سوى خيالٍ عابِر من خَيالاتي العابرة الكَثيرة . إن الحماسة تتلاعب بي بشدة بحيث أنّي أعجز عن الجلوس رغم أني جداً متعبة و أعجز عن النوم رغم أنّي جداً منهكةٌ ، أنا ـ بأسلوبٍ آخر ـ لا أستطيع مَنعَ نفسي من الإبتسام وَ أنا أمشي لأن السعادة تكبرُ فيّ أكثر فأكثر لحظةً بلحظة !
الشيء الذي لم أتوقعه أبداً و كنتُ عمياء جداً عن رؤيته بأن من أهداني حلمي الذي انتظرته لسنواتٍ .. هما صديقتايْ ! نَعَم .. صديقتايْ !
حتى أنا لمْ أكُنْ أعلمُ بأن الأحلامَ يُمكِنُ أن تُهدى .. إن هديّتهم هذه تساوي العُمرَ في نظري ، و صداقتهم وسامٌ أضعه على صدري وَ تاجٌ أرتديه فوقَ رأسي إلى الأبد !

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

حدائقي تذبل دون هطولكم ، أمطروني بغيثكم لكي أحيا ..